More on this book
Kindle Notes & Highlights
خابَ أَمَلُهُ فِيما طَلَبَ، فَلَمْ يَمْلِكْ إِلَّا النَّهِيقَ. وَهذا هُوَ أَسْلُوبُ الْحَمِيرِ، حِينَ تُرِيدُ التَّعْبِيرَ. إِذَا تَأَلَّمَتْ أَوْ تَضايَقَتْ زَعَقَتْ وَنَهَقَتْ. لا تُحْسِنُ الحَمِيرُ غَيْرَ النَّهِيقِ مِنَ اللَّهَجاتِ. لا تَعْرِفُ سِواهُ مِنَ اللُّغاتِ، فِي كُلِّ الْأَوْقاتِ.
كَمْ لَهُ بَيْنَ النَّاسِ — فِي هذِهِ الدُّنْيا — مِنْ أَشْباهٍ. إِنّ مَنْ يُقَلِّبُ فِي أَوْرَاقِ الْكُتُبِ، وَهُوَ غافِلٌ عَمَّا فِيها مِنَ الْمَعْلُوماتِ، لا يُفِيدُ مِمَّا حَوَتْ مِنَ الْمَعارِفِ، وَلا يَحْفَظُ ما تَضَمَّنَتْ مِنَ الْحِكَمِ وَالنَّصائِحِ، شَأْنُهُ كَشَأْنِ هذا الْحِمارِ؛ يُقَلِّبُ أَوْرَاقَ دَفْتَرِهِ، لا يَعِي مِنْها شَيْئًا. وَكَمْ فِي النَّاسِ مِنْ قارِئِينَ، لا يَنْتَفِعُونَ بِما يَقْرَءُونَ، وَلا يَسْتَفِيدُونَ بِما يَعْلَمُونَ!