كان شاؤول يُمنّيه بشيء ملموس، يُمنّيه بشيء واقع على الأرض، وموجود، يمكنه أن يتلمّسه، ويتحسّسه بيديه، كما أنه كان يُمنّيه بأشياء أعظم من هذا وذاك، كان يقول له إن فقره هو فقر تاريخي، لم يأتِ هذا الفقر من إسماعيل ذاته، أو من عائلته، إنما من التاريخ، فصعق إسماعيل حين سمع بالتاريخ، وقال له بعد أن سحب سكّينه من بطنه: "دلّيني على تاريخ، وإني أخليلك مصارينه بالكاع". ابتسم له شاؤول، وقال له: "علينا أن نُصلح التاريخ، لا أن نقتله".

