"ولك هذي خصومات أدبية، إحنا هوني بصالون ما بخان خجة". لقد كان إسماعيل يندهش من هذا النفاق، ومن هذه المراوغات والغش في العواطف. كان يندهش من أن المتخاصمين في الصالون يخرجون وكأنهم نسوا كل شيء؛ إذ إنهم ينهون الأمر بعبارات المجاملة لإخفاء العداء الحقيقي، الذي كان يمكن أن يؤدي بهم - لو كانوا في خان خجة - إلى النزاع المسلح. لقد كان يدهشه أن الحاضرين يجلسون الساعات تلو الساعات، وهم يسبّون، ويشتمون أحد الشعراء، لكنه حين يدخل الصالون، فإنهم ينقلبون بلمح البصر إلى أصدقاء، يقبّلونه، ويحتضنونه، ويقولون له: "مشتاقين".

