مما لا شك فيه أن أفكار شاؤول هدّت الجدار الصلب الذي يحتمي خلفه إسماعيل، لقد رنّحته هذه الأفكار الكبيرة، التي لم يفهم منها سوى أنه بإمكانه أن يستولي على الناس. لم يفهم إسماعيل من هذا الكلام إلاّ جوهره، وجوهر هذا الكلام - نسبة إلى إسماعيل - هو أنه سيرمي هذا الخرق التي يلفّ بها نفسه، وسيكون نظيفًا مهذّبًا، سيكون له شأن ورفعة وحياة كالآخرين، سيترك اللانظام، ويحلّ محله النظام، سيتخلّى عن الحرية التي لم تُورثه سوى الفاقة، وسيدخل في العبودية التي ستجعله سيدًا، ولأنه جرب الحياة الأولى فإنه راغب - بكل ما أوتي من قوة - بالحياة الأخرى، راغب بالثراء والجاه، والنساء النظيفات، والشرف المزيّن بالقاط، وسيكون
...more

