كان عبد الرحمن يطمح إلى مركز رفيع باهر، وسلطة فعلية، وسمعة مجلجلة، إلاّ أن شعوره بعدم القدرة والعجز يلهبه فكرة أن الفيلسوف لا يعمل، إنما يفلسف. وحين عاد عبد الرحمن من باريس في زيارة صيفية لبغداد، قدّمه والده إلى رئيس الوزراء نوري السعيد في العام ١٩٥٧ على أمل أن يستحدث له رتبة فيلسوف رئاسة الوزراء، بعد عودته نهائيًا من باريس، وقد اهتم فخامة السياسي اللامع به اهتمامًا خاصًا، ونصحه نصيحة، ظلت عالقة بذهنه على الدوام. "أنت فيلسوف، وعليك أن تفلسف، وإن العمل سيعوق فلسفتك، فالوظيفة لا تليق بك، ويمكنك أن تستغني عنها، وأن تتركها لنا نحن عباد الله الذين لا شغل لنا بالأفكار السامية والأشياء العظيمة".

