"ماذا لو بقي الإنسان في لحظة شعور غثيانية مستمرة من الولادة إلى الممات؟". "كيف يكون ذلك...؟!" قال إسماعيل حدوب، وهو يسجّل ملاحظات الفيلسوف. "مثلاً أن تشرب كأس كونياك كهذا الكونياك الفاخر، أو أن تدخّن تبغًا كهذا التبغ الهولندي الرائع، أو أن تصعد صدر امرأة كهذه المرأة، وربّت على كتف دلال - وقد اندفع صدرها إلى أمام مثل كرتين منفوختين - وتشعر بغثيان في الطاقة القصوى من الغثيان، وتبقى - مثلاً - إلى الممات شاربًا الكأس، أو واضعًا الغليون على فمك، أو صاعدًا على صدر المرأة، شاعرًا بغثيان مستديم، لحظة واقفة، حركة واقفة، غثيان واقف، وعالم يجري حتّى تموت، فتحقّق بذلك وجودية كاملة، وجودية غير منقوصة،
...more

