ولكن جرمين كانت على عكس الفيلسوف تمامًا، كانت تفرّق بشكل حاد بين ما هو عقلي وبين ما هو معتاد، وهي إحدى مسافات الفكر الفرنسي التجريبي، التي تعرفها جرمين بعفويتها، أما التظاهر بنكرانها، بنكران هذه المسافة؛ فإنه لن يجدي سوى إطالة الفترة، لن يجدي سوى تمديدها، وكانت جرمين على قدرة فائقة في فصل الأشياء عن بعضها، وعلى نحو لا رجعة فيه، لقد وضعت جرمين كل شيء في مستواه، في مكانه، وقد حسبت الأمر جيدًا، وقاسته قياسًا ديكارتيًا دقيقًا على النحو الآتي: هنالك طريقان: طريق الخدمة في باريس، الخدمة في شقق الموظّفين، والاستسلام لذوي الجيوب الممتلئة، والدخول العالية، والطريق الآخر هو الزواج من الشرقي الحسّاس،
...more

