السعادة هي الغاية، وما السعادة — في حقيقتها وعلى تنوع صورها في الأذهان — سوى تطوُّر متتابع نحو حالة تستوفي عندها جميعُ القوى وسائلَ النمو والانبساط والظهور كاملةً وافيةً بأقلِّ ما يمكن من المقاومة والألم، هذا إذا تعذر الخلاص منهما على الإطلاق. وهل من تطوُّرٍ ونموٍّ بلا عمل؟ لا جمود في الخليقة حيث كل مخلوق — حتى ولو اختفى وراء مظاهر الموت — يؤدي وظيفته ويتمم ما وُجد لتتميمه، وكذلك كل خلية من خلايا الجسم تعمل لتؤدي وظيفتها. غير أن ذلك العمل الآليَّ ليس ليُغني الفردَ المفكِّر المُريد الذي لا تكفيه الغاية العامة في الكون، إنما هو يعمل عملًا خاصًّا إضافيًّا يتفق مع غايته المختارة، تتمرن عليه
...more