فإنما تمتنع لأن الناس لا ينتفعون بالمال إذا سرقوه، فلا يملكون به أرضًا ولا يودعونه في مصرِف، ولا يتركونه بعدهم لوريث، فهم يكفُّون عن سرقته؛ لأنهم عاجزون عن الانتفاع به؛ لا لأنهم عفُّوا عن الظلم أو تنزهت ضمائرهم عن العدوان أو ارتقوا قليلًا أو كثيرًا في سلم المروءة والأخلاق، وتلك فضيلة المسجون أو فضيلة المضطر إلى العفاف، وليست هي بخير من محنة الأخلاق التي تمحصها التجارب، ويتعفف عنها الناس وهم قادرون.