ومن البلية — ولا بلية مثلها — أن الإنسان لا ينفك يحمل في رأسه فكرًا ماديًّا هو حقيقة عيشه في هذه الدنيا، فإذا عَرَض له شيء من جمال الطبيعة أسرع هذا الفكر المبتذل فملأ العين وأطل منها فلا تنفذ صفة من صفات الجمال الطبيعي إلا بسلطان منه، فيرى هذا الإنسان الشيء الجميل وكأنه يحدِّث عنه نفسه الخرساء بأصابع الأعمى الذي يتعرف الأشياء بلمسها، وعلى مقدار ما في الإنسان من هذا الفكر القبيح يكون مقدار قبح الطبيعة الجميلة في عينيه.

