قال: «لم أشأ أن ألوث يدي بدمه ولكنني سأنصب له فخاً يكفينا شره ولا يحملنا وزره، لست أنا ممن يفاجئون الأعداء بقوة البدن فإن المقاومة وجهاً لوجه لا تخلو من خطر. والعاقل من نال من عدوه بالحيلة والمكر، فيرديه وينتقم منه بدون أن يسأله سائل، فالنزال بالأيدي أو الأرجل من طباع البهائم، وإنما يحارب الرجال بالعقل. وسوف يرى هذا الرجل الذي لا يعرف أباه أن إسطفانوس لا يستهان به». قال ذلك وهو يشمخ بانفه ويصعر خده ويعد أقواله حججاً دامغة. ولعل صديقه مرقس يوافقه عليها، وقد يوافقه عليها آخرون فإن القول بأن «الناس تتحارب بالعقول» وجيه لو أنه لا يخفي عزمه على الإيقاع بسعيد غدراً فهو يعد الخيانة والجبن حرب عقول.