من جهة أخرى كان الباشا يخفي رأيا في غاية السلبية في سكان مصر، إذ كان يحتقر الفلاحين ولم يكن يحترمهم إلا من حيث هم مصدر لقوة العمل الشاق الرخيصة. فذات يوم أمر بترجمة قانون معين من لغة أوربية بحيث يمكن أن يطبق في مصر، غير أنه أمر المترجم بألا ينسخ القانون الأوربي بلا تبصر، لأن القانون يناسب «الأوربيين، [وهم] شعب متنور متحضر. أما شعبنا فمثل بهائم البراري، فلن يكون هذا القانون بالبداهة مناسبا لهم»(1045). وفي مناسبة أخرى قال «إن سكان ولايتنا، مصر، من ثلاثة أنواع. أولها أناس لا يعنيهم سوى أنفسهم، وثانيها أناس وإن كان من الممكن أن يكونوا مخلصين وطيبين، فإنهم يفتقرون لأي قدرة على التحفظ. أما أفراد
...more

