لم يكن عناد خسرو هو الذي حال دون حل هذه المنافسة الممتدة مدى الحياة بينهما بهذه الطريقة السعيدة الهانئة، فلم يكن بمقدور خسرو، مهما كان كرهه لمحمد علي، أن يقاوم هذا الضغط الرهيب. وإنما كان الحائل هو موقف أوربا الموحد الذي اتفقت عليه للمرة الأولى بشأن الصراع بين السلطان ووالي مصر. ففي الخامسة من ذات الصباح الذي كان خسرو سيجيب فيه على مطالب محمد علي (٢٧ يوليو ١٨٣٩) سلم ممثلو القوى الأوربية الخمس (بريطانيا العظمى وفرنسا وبروسيا والنمسا والروسيا) للصدر الأعظم مذكرة مشتركة تطلب من الباب العالي «أن يوقف أي قرار نهائي (بشأن المسألة الشرقية) يُتخذ بدون اتفاق معهم»(1075). لقد منحت هذه المذكرة خسرو فرصة
...more

