يبرز أمين سامي هذا الخطاب بطباعته بحروف سوداء ثقيلة ليؤكد على التيمة التي يحاول كتابه بأكمله أن يدلل عليها، وهي أن الباشا كان بالفعل ذلك المصلح الإنساني المستنير الذي لا يفكر سوى في رفاهية شعبه. ويمكن أن نعتبر هذا الخطاب مثالا واضحًا لطريقة مألوفة في كتابة تاريخ مصر في أثناء حكم محمد علي. فأمين سامي قد انتقى من بين آلاف الخطابات التي أملاها الباشا في حياته تلك فقط التي تصوره إلى حد كبير كأحد أولياء الله الصالحين وليس كوال لولاية عثمانية مهمة في مطلع القرن التاسع عشر. وبالتالي فمن الممكن أن نشكك في أهمية هذا الخطاب وأن نقارن بينه وبين الكثير من الخطابات الأخرى المحفوظة في دار الوثائق القومية
...more

