وباختصار، كان تركيب هيئة الضباط في جيش الباشا، إشكاليا، على أقل تقدير، وكان كل من الأب والابن منتبهين تماما لطبيعته القلقة. فالضباط بدلا من أن يعتبروا أنفسهم يخدمون في جيش قومي، كانوا يتصرفون كضباط مرتزقة، يتنقلون من رب عمل إلى آخر وفقا لمن يدفع أكثر. لقد كان الالتحاق بالجيش «المصري» يعني بالنسبة لهم الالتحاق بقوات باشا عثماني يمتلك جيشا أكثر تنظيما وأعلى في العطايا من جيش السلطان. صحيح أن هذا الجيش كان يحارب السلطان العثماني، ولكن هذا القتال لم يكن نموذجا لنضال قومي لشعب ضد قاهر أجنبي، بل ويمكن القول بأن «الآخر»، في حدود رؤية هؤلاء الضباط، كان يتمثل في الجنود الفلاحين الذين يتولون قيادتهم،
...more

