فالرافعي مثلا، وإن كان يعترف بوجود بُعد شخصي في صراع محمد علي مع السلطان العثماني، لم يكن بمقدوره، وهو يتبع هذا التقليد الوطني في التأريخ، سوى أن يرى أن «تلك الحروب التي خاضت مصر غمارها في عهد (محمد علي) هي السبيل التي أوصلتها إلى تحقيق استقلالها... والمكانة التي نالتها بين الأمم»(1121).وبالمثل تنهي عفاف لطفي السيد مارسو كتابها، بالإصرار على أن محمد علي، ولو بغير قصد، «قد وضع مصر على طريق الاستقلال والإدراك الذاتي لهويتها المستقلة المتمايزة عن المسلمين والعثمانيين الآخرين»(1122).

