في هذا الخطاب كان محمد علي من الذكاء بحيث أدرك أن الأوربيين لا يكذبون في تهديدهم، وفوق ذلك اتضح له أن نتيجة المواجهة خطيرة، بل وكان توقعه قريبا جدا من مدى الكارثة المروعة التي لحقت بالأسطول العثماني المصري المشترك في نفارين في ٢٠ أكتوبر ١٨٢٧ (167) . ففي أقل من ثلاث ساعات انتهى الأسطول العثماني بكامله ودُمرت أغلبية السفن المصرية، إما غرقا أو حرقا (168) . كان ذلك هو الأسطول الذي قطع محمد علي شوطا طويلا في شرائه وتحسينه، واعتاد أن يتباهى بامتلاكه قائلا إن العالم الإسلامي لم يشهد له نظيرا من قبل(169) . لم يُفقد هذا الأسطول بسبب إهمال محمد علي أو سوء قيادته، ولكن بسبب «رفض الباب العالي العنيد
...more

