وقد اتضح قبل ذلك أن الجيش الذي أرسل إلى السودان كان أكبر من عدد العبيد الأسرى، الأمر الذي أحبط الهدف الأساسي للحملة، ولذا تقرر أنه لابد من جمع ٣ آلاف عبد مقابل كل ألف رجل أرسل في الحملة(286). ولكن حتى هذا المبدأ لم يعد له معنى، لأن الذين جُمعوا كانوا في حالة صحية سيئة للغاية وكانوا يموتون «كما تموت الخراف المصابة بوباء العفن»(287). فكتب محمد علي، بعدما تمكن منه اليأس، إلى بوغوص بك، مستشاره الأرمني للشئون الخارجية، يأمره باستئجار عدد من الأطباء الأمريكيين ليعالجوا العبيد. أما تفضيلهم على الأطباء الأوربيين فيرجع إلى خبرتهم في علاج «هذه الطائفة»(288) .

