غير أن صعوبة كتابة تاريخ الرجال الذين فقدوا حياتهم في حملات الباشا، وتاريخ حياة زملائهم الذين عاشوا من بعدهم، لا ترجع فقط إلى عدم وجود شواهد قبور مقامة في حدائق جميلة. ذلك أن الفلاحين المصريين الذين شكلوا الغالبية الساحقة من قوة محمد علي المقاتلة، وقدموا بالقطع غالبية الخسائر البشرية، كانوا أميين، ولم يتركوا لنا أية شهادات مكتوبة عن معنى القتال في جيوش الباشا عندهم؛ فلم يكن من بينهم أمثال جريفز Graves أو أوين Owen أو رمارك Remarque أو ساسون Sassoon (720) ليتكلموا بلسانهم ويطلعونا على مشاعرهم في مواجهة الأهوال والمخاوف، وفي التعامل مع القلق والأكوام الدامية في ساحات الوغى، «حيث يبدو الحال وكأن
...more

