ويحاول هذا الفصل مستخدما المؤسسة العسكرية كمثال أن يصل إلى قراءة أقرب، وأكثر نقدية فيما آمل، لهذه الخطابات. فهو لا يبدأ بالكلام عن الباشا العظيم، وكيف أنه كان، ربما، «حكيما» أو كيف كان يسبق عصره، وإنما يقول إن الباشا كان، إلى جانب قيامه بإصدار قواعد مبهرة ومنظمة، واقعا تحت ضغط وقت عصيب وقيود مالية أجبرته مرارا على الانحراف عن نفس القوانين التي كان يُصدرها. وفوق ذلك هناك مئات من الضباط والقادة يقفون بين القيادة «الحكيمة» للباشا في قصره بالقاهرة والجندي الكائن في الميدان أو في ثكنته.

