Amr

3%
Flag icon
أما محمد علي فقد أدرك دقة موقفه: فهو يعي، من ناحية، أن شرعيته مستمدة من السلطان العثماني وأن السلطان بيده أن يعزله وقتما يشاء، ولكنه، من ناحية أخرى، يدرك أن إسطنبول لا تملك القوة العسكرية الكافية لإخراجه من ولايته الهامة. وفي نفس الوقت فهو يعي أنه لا يوجد لديه مكان آخر يأوي إليه أو وظيفة يعود إليها أو منصب تصبو له نفسه في حالة تركه لمصر. تلك إذن أزمة محمد علي النفسية ومفتاح شخصيته: إدراكه بضعف إسطنبول المادي الذي لا يمكنها من إنفاذ إرادتها في مصر وفي نفس الوقت يقينه بأن إسطنبول، على ضعفها، تشكل مصدر شرعيته الوحيد. إذا فهمنا هذه المعضلة النفسية لاتضحت لنا سياسات محمد علي وأعماله وطموحاته.
كل رجال الباشا: محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة
Rate this book
Clear rating