وجد أوربا الموحدة تعضده، الأمر الذي حرم محمد علي من المساعدة الفرنسية التي كان يعول عليها، لم يكتف برفض مطالبة الوالي له بالاستقالة، وإنما كرر طلبه منه بإعادة الأراضي التي احتلها وإعادة الأسطول العثماني الذي هرب إلى الإسكندرية. وفي النهاية أجبر محمد علي على الانصياع لهذه الشروط، بسبب الضغط البريطاني أساسا. ومع ذلك أبدى محمد علي مقاومة قوية يائسة قبل أن يخضع(1076). في ٧ أغسطس ١٨٣٩ أرسل السلطان الصغير رسالة واضحة شديدة اللهجة إلى القاهرة، مع منيب أفندي، مندوب محمد علي الجديد في إسطنبول، قال فيها إن الأمور الآن ليست في يده أو في يد خسرو وإنما سيقررها السفراء الأوربيون في إسطنبول(1077). وبعد عشرة
وجد أوربا الموحدة تعضده، الأمر الذي حرم محمد علي من المساعدة الفرنسية التي كان يعول عليها، لم يكتف برفض مطالبة الوالي له بالاستقالة، وإنما كرر طلبه منه بإعادة الأراضي التي احتلها وإعادة الأسطول العثماني الذي هرب إلى الإسكندرية. وفي النهاية أجبر محمد علي على الانصياع لهذه الشروط، بسبب الضغط البريطاني أساسا. ومع ذلك أبدى محمد علي مقاومة قوية يائسة قبل أن يخضع(1076). في ٧ أغسطس ١٨٣٩ أرسل السلطان الصغير رسالة واضحة شديدة اللهجة إلى القاهرة، مع منيب أفندي، مندوب محمد علي الجديد في إسطنبول، قال فيها إن الأمور الآن ليست في يده أو في يد خسرو وإنما سيقررها السفراء الأوربيون في إسطنبول(1077). وبعد عشرة أيام التقى القنصلان العامان، البريطاني والفرنسي، في القاهرة بالباشا وأنذراه بأنه إذا لم ينصع فسيواجه إمكانية «وصول» الأسطولين الفرنسي والبريطاني إلى الإسكندرية. فأجاب على التهديد قائلا إنه سيغلق ميناء المدينة بسلسلة حديدية ويستدعي قواته من الحجاز ويأمر إبراهيم بالزحف على الأناضول. فرد كامبل قائلا إن هذا التصرف سيكون قاتلا وإنه إذا استمر في خطة كهذه فسيكون عليه أن يقاتل الروس، لا الترك. ولكن الباشا ظل على عناده وقال إنه إذا كانت القوى [الأوربية] تريد إراقة الدماء فسيُراق(1078). وأخيرًا، حين اتضح له أن القوى الأوربية لا تهوش، كتب يائسا إلى إبراهيم في ٢٣ أغسطس وأفضى إليه بالاحتمال الذي يتخوف منه أكثر من أي شيء آخر، وهو وجود معاهدة روسية ـ بريطانية لتقسيم الدولة العثمانية، تحتل بمقتضاها روسيا إسطنبول وتحتل إنجلترا مصر. وأضاف أنه إذا لم تكن شكوكه في محلها، وإذا كانت القوى الأوربية صادقة فيما تقول فإن هذا سيعني أنها ستجبره على سحب قواته من سوريا والحجاز لتمنع تقسيم الدولة العثمانية(1079). و...
...more
This highlight has been truncated due to consecutive passage length restrictions.