وفوق ذلك فإنه حين قرر أن يستعين بالأوربيين في إقامة جيشه المنصور عينهم كمجرد مستشارين ومدربين ولم يسمح لأي منهم بتولي مناصب تصل ولو إلى نصف أهمية منصب سليمان باشا في مصر. فسواء كان ذلك يرجع إلى أسباب دينية أو لشعور العثمانيين بالفخر بماضيهم العسكري وغيرتهم عليه، فإنهم حين عينوا الأوربيين في جيش السلطان محمود الجديد لم يدخروا وسعا ـ على نحو ما جاء في توجيهات رسمية ـ لضمان أن «الضباط الأجانب لن يكون لهم نفوذ أو وضع مستقل. وعلى ذلك ستكون سلطتهم محصورة في شئون التدريب. أما في كل ما يتعلق بالقيادة والانضباط وما أشبه فسوف يعملون فقط من خلال... الضباط العثمانيين»(1017).

