قد يكون من المفيد في هذا السياق أن أعرض بشيء من التفصيل لواحدة من أهم الدراسات التي صدرت حديثًا والتي تتناول بالنقد النزعة الوطنية، وهي دراسة بندكت أندرسون المهمة: جماعات متخيَّلة(60). وفيه يذهب أندرسون إلى أن الأمم الحديثة لم تكن أبدا أممًا طبيعية، مشكَّلة من الأواصر القديمة كالدم والدين واللغة والثقافة كما تدعي الخطابات الوطنية. ويؤكد بالمقابل أن هذه الأمم «متخيَّلة».. وهو تعبير له دلالاته العميقة: فأندرسون لا يقول إن هذه الأمم «مختَرعَة» أو «وهمية» كما ذهب بعض الباحثين من قبله، ذلك لأن لفظ مخترعة يوحي بـ «التزييف والاصطناع». الأمر الذي يوحي بوجود جماعات حقيقية في مقابل الأمة المصطنعة
...more

