وعلى ذلك يرى هذا الفصل، على مستوى أعمق، أن أهمية التجنيد في جيش محمد علي تتجاوز محض الثقل العددي لمن جُمعوا أو تأثيرها على التركيب السكاني للريف، ذلك أن التجنيد ومقت السكان له ورد فعلهم عليه ومحاولات الحكومة في إيقاف هذه المقاومة كانت بمثابة الحافز لتطبيق نظام مختلف جذريا بالنسبة لمصر للتحكم في البلد وحكمها. لم يعد اللجوء إلى القوة المادية ممثلة في فصيلة التجنيد يعتبر فعالا في جلب موارد البلاد البشرية. وتم الانتقال تدريجيا إلى تقنية للسلطة أكثر دقة وخفاء، ممثلة في التذكرة والدفتر، وفي التعداد العام في نهاية المطاف.

