ربما صح الادعاء بأن الثورة الفرنسية «قد غيرت روح الجيش الفرنسي وحجمه، ووضعته روحيا وماديا في قلب الأمة».وربما صح أيضا القول بأن الجيش، مع اندلاع الحروب الثورية، «اضطلع في ذات الوقت بالدفاع عن كل من فرنسا والنظام الجديد، وأنه ترتب على ذلك اتحاد الثلاثة ـ الجيش والأمة والثورة ـ معا»(996). غير أن هذا لا يعني أن الفلاحين قد قبلوا الخدمة في الجيش بغير تردد. فلا شك أن «الخدمة [العسكرية] التي طلبتها الحكومة كانت في نظر العديد من الفرنسيين شكلا جديدا مكروها من السخرة، وضريبة دم تؤدي لعاهلٍ متعالٍ، مفروضة باسم قضية وطنية لا يكادون يفهمونها سوى بأكثر المصطلحات غموضا»(997). «إن القومية، حلم «الأمة
...more

