غير أن الخطاب يجب أن يؤخذ بجدية، لأنه يبين كيف يلعب الباشا بالكلمات بطريقة تميزه وتكشف عن مشاعره الخاصة المزدوجة تجاه كلٍّ من رعاياه المصريين وأعدائه العثمانيين. فالباشا حين يقول عن السلطان والفلاح إنهما وليا نعمته فإنه يردد لقبه هو: فقد كان يُعرف في مصر بلقب ولي النعم. فكان بمقدور أي من معاصريه إذن أن يدرك التورية المستخدمة هنا كمحاولة للسخرية من كل من الفلاح والسلطان، لا تحجبها سوى غلالة رقيقة، لأن هذين «الشخصين» بالتحديد هما اللذان كان الباشا يهزأ بهما، كلٌّ بطريقة مختلفة. ولكن دعنــا نصدق كلمات الباشا، ونقول إنه كان يعني بالفعل ما يقوله. في هذه الحالة، وبما أن الباشا استعبد في الواقع
...more

