فبعد كل شيء كان رشيد هو الذي وضع مسودة خط كلخانة الشريف، وهو التشريع الرئيسي الذي دشن عصر التنظيمات بشكل جدي واستخدم لغة الليبرالية والمساواة والحرية، وهي اللغة التي يستطيع بالمرستون أن يفهمها ويتعامل معها. لقد أثبت مصطفى رشيد بوضع مسودة الخط الشريف أنه الشخصية الوحيدة في العاصمة القادرة على إحباط طموحات محمد علي. وقد حقق ذلك بالتفوق عليه في لعبته الخاصة: لعبة محاولة التأثير على الغرب، وخصوصا بريطانيا العظمى، بفكرة الإصلاح. وكان بالمرستون يؤمن بأن هؤلاء المصلحين ضروريون لكي يستعيد رجل أوربا المريض ـ وهو الاسم الشائن لدولة السلطان ـ بعضا من قوته السابقة لكي يحارب العملاق الروسي الذي يهدده. وقد
...more

