لا شيء يمثل طغيان الكلمة المكتوبة وأثرها على الأشياء أكثر من مصطلح «قيد»، وهو المصطلح الذي استُخدم منذ عهد محمد علي بمعنى التجنيد. ولا يعني هذا المصطلح رسميا أكثر من كتابة اسم في سجلات التجنيد. إلا أن الكلمة تتضمن بالإضافة إلى الكتابة أو التسجيل فعل التقييد (مثل تقييد حيوان إلى شجرة)، ويتضمن فوق ذلك معنى الاستعباد والتوجيه والانقياد. فكلمة «القائد» مثلا، وهي من نفس الجذر اللغوي، تعني من يقود أو يسوق، أي شخص له سلطة ونفوذ. وعلى ذلك فإن المصطلح قد اختير من بين مصطلحات أخرى عديدة ممكنة ليشير إلى أن عملية التجنيد أبعد ما تكون عن الوصف بأنها مصطلح محايد و«موضوعي». فهو مصطلح محمل بأفكار السلطة
...more

