ومع ذلك، ربما يقال إن جيش محمد علي كان وسيلة للترويج لفكرة الوطنية المصرية، ولو عن غير قصد. وقد حدث ذلك بالفعل، ولكن ليس لأن الباشا أو ابنه أو أيا من كبار قادته العسكريين اعتبروا الحروب المختلفة التي شنوها «وطنية»؛ فكما بينا من قبل، كان الجانب الأسري لهذه المواجهات العسكرية المتتابعة واضحا لكل ذي عينين، ولم يكن إبراهيم، برغم كثرة الاستشهاد بعواطفه «المصرية»، يشك في ذلك بأي درجة. وفي ذات الوقت كان الجنود ـ الفلاحون يعلمون تماما أنهم إنما يقاتلون من أجل الباشا وأسرته. فإذا احتكمنا إلى الدفاتر لم تجر أية محاولات لـ «بيع» المعارك مع السلطان إلى الرجال باعتبارها ضرورية للدفاع عن «الوطن»، أو مهمة
...more

