وقد ولَّدت الخريطة المركاتورية الحديثة ــ وهي الخريطة التي تظهر فيها خطوط الطول والعرض على شكل خطوط مستقيمة ــ نفس الانطباع بالاندماج سويًا والاشتراك في محيط مشترك محدد المعالم. فقد أخضعت الخريطة المكان لتصنيف شامل، حيث «خضع سطح الأرض المستدير بأكمله للشبكة الهندسية التي رسمت البحور الفارغة والمناطق غير المكتشفة ووضعتها في مربعات محسوبة. ووُضعت مهمة «ملء» الصناديق [بالتفاصيل الجغرافية] على عاتق المكتشفين والماسحين والقوات المسلحة». على أن أهم نتيجة لظهور الخرائط الحديثة يتمثل في أثرها على طريقة تخيل المكان وإخضاعه لسيطرة الدولة. فالخريطة الحديثة لم تعد مجرد أداة تترجم الواقع المكاني إلى رمز
...more

