غالبا ما يتم التأكيد على أن سبب معارضة بريطانيا لمحمد علي هو أن سياسة «التصنيع» التي بدأها في مصر هددت مصالح بريطانيا الاقتصادية في المنطقة. وقد اعتُبر الباشا خطرا على بريطانيا وعلى مصالحها الاقتصادية لأنه حاول أن ينتج المزيد والمزيد من السلع محليا، وكان يمتلك «صناعة نسيج نامية، وسيطر [باحتكاره للتجارة] على الأسواق المحتملة التي كانت بريطانيا تطمع فيها»(1086). فلما أدركت بريطانيا أن سياسات الباشا ستضر بمصالحها الاقتصادية صممت على إجهاضها، وأتيحت لها الفرصة حين وافق الباب العالي عام ١٨٣٨ على توقيع معاهدة بالطة ليمان التي تحظر الاحتكارات في طول الدولة وعرضها، والتي كانت تهدف بصفة خاصة إلى مواجهة
...more

