وبكلمات أخرى فإن منطق العقوبات العلنية ومشهدها الاستعراضي لم تمِله فقط الحاجة إلى إخضاع المشاهدين بإرهابهم، ولا الحاجة إلى تحقيق رابطة بين الجريمة والعقاب، ولكن أملاه أيضا هدف تذكيرهم بالهوة التي تفصل جسم المذنب الهامشي المعرض للتدمير عن الجسد المقدس المركزي للعاهل. ولهذا السبب قال فوكو بأن العقوبات الاستعراضية العامة يجب أن تعتبر طرفا واحدا من طرفي معادلة شعائر السلطة، أما الجانب الآخر فيتكون من الشعائر التي يستعرض فيها العاهل مجده العظيم مجسدًا في جسمه هو أمام رعاياه، مثل احتفالات التتويج وإخضاع الرعايا المتمردين ودخول المدن المفتوحة، إلخ(474)

