في ظل هذه العقلية كان من الطبيعي أن يكره سكان مصر الذكور الجيش الذي جرتهم إليه آلة محمد علي العسكرية، وأن ينتهزوا كل فرصة وقتما وأينما أتيحت لهم ليتجنبوه. ليس ثمة ما هو أبعد عن الحقيقة من ادعاء الرافعي أن الفلاحين في نهاية المطاف «رأوا الحياة العسكرية أرفه حالا وأحسن من معيشتهم في القرى [وهذا أمر لا يعني شيئا بحد ذاته]... فأخذوا يألفونها ويعتزون بها»(983).

