تجنيد المصريين اتضح للباشا سريعا أن خطته في تكوين جيش من السودانيين تسير على نحو بالغ السوء. فمثلا حين علم أنه من بين ٢٤٠٠ عبد وصلوا إلى أسوان لن يُرسل سوى ١٢٤٥ إلى القاهرة قال: «يا للهول! هل بذلنا كل هذا الجهد في جلب هؤلاء العبيد بصحة جيدة وقادرين على العمل من مناطق بعيدة لا لشيء إلا لكي يموتوا بيننا وأمام أعيننا!»(289). ولأن المصائب لا تأتي فرادى، لم يتكيف الجنود الأتراك والألبان الذين أرسلوا إلى السودان بدورهم مع الجو، ففتكت بهم الدوسنتاريا وأمراض أخرى(290). كذلك بدأت القوات تتذمر وتطالب بالعودة إلى مصر. كانت هذه هي اللحظة التي فكر فيها الباشا لأول مرة في تجنيد سكان مصر المحليين، بغرض إزاحة
...more

