وفوق ذلك أراد محمد علي، من خلال إصراره على عمل كل شيء بنفسه والإشراف على كل تفاصيل عمل الحكومة، أن ينشر انطباعا بأن مقر إقامته هو مركز السلطة الحقيقي في عالمه. ففي وقت مبكر يرجع إلى عام ١٨١٧ قيل إن «كل شيء الآن يُسوى هناك [أي في القلعة]. فالباشا والكخيا [نائب الباشا] ــ وهو نصير مخلص له ــ ينظران في كل شيء بنفسيهما بانتباه متشكك يربك المؤامرات ويجعل كل معارضة لأوامرهما أمرا في غاية الخطورة»(481). وفوق ذلك لم يَقنع الباشا أبدا بالجلوس في القلعة وإدارة الأمور من بعد، ولم يكتف أبدا بالتقارير التي كان يتلقاها بانتظام، فكان يذهب باستمرار في جولات تفتيشية ليفحص الأمور بنفسه. ونادرا ما كانت زياراته
...more

