إذا كان الجيش المصري يستحق أن يوصف بالتفوق على عدوه العثماني، فإن ذلك يرجع إلى حالات كهذه، حين لا تكون الشجاعة أو الشرف أو الروح المعنوية العالية هي المعول عليها في إنقاذ الموقف، ولكن التدريب المستمر والمتكرر الذي أوحى للجنود بالتعرف على الموضع المألوف للراية أو الصوت المفهوم للبوق، الذي يعني بالنسبة لهم شيئا له معنى في وسط لغط الصيحات وضجيج المعركة. لقد كانت هذه الإشارات والرايات وصيحات الأوامر تبدو لهم في مثل هذه اللحظات العصيبة وكأنها توهمهم بوجود النظام. لم يكن للجنود في ساعات المعركة العصيبة خيار سوى طاعة الأوامر، ليس فقط لأن عدم الطاعة يجلب معه احتمال العقاب الحتمي، ولكن أيضا لأن تجاهلها
...more

