كل هؤلاء — يا بني — قد رأيت نماذج منهم، ولا أحب أن تكون أحدهم، إنما أحب — إذا عدت وقد اكتسبت علمًا ونفسًا وقلبًا — أن تنظر إلى عيوب قومك فترحمهم، ونقائصهم فتشفق عليهم، وتجتهد — ما أمكنك — في إصلاحهم فإن لم يمكنك الإصلاح العام، فحاول الإصلاح في بيئتك الخاصة … وفي طلبتك الذين تعلمهم والأساتذة الذين تخالطهم والبيت الذي تنشئه والصديق الذي تجالسه، وفي هذا القدر كفاية للرجل الطيب المحدود الإرادة. فإذا اتسعت إرادتك وقويت عزيمتك وشغلت بعد منصبًا رئيسيًّا استطعت أن تنشر نفوذك وتعمم إصلاحك.

