«لقد أضعتَ وقتَك على غير طائل؛ لأنها مسألة لن تعرض لكم في امتحان!» وإذا بالزملاء يعقبون على نغمة الأستاذ قائلين: «ضيَّعت وقتنا … ما الفائدة من كل هذا العناء؟!» كانت هذه صدمة خليقة أن تكسرني كسرًا، لو أن اجتهادي كان محل شك عندي أو عند الأستاذ أو عند الزملاء، أما وهو حقيقة لا شك فيها، فإن الصدمة لم تكسرني بل نفعتني أكبر نفع حمدته في حياتي، وصح فيها قول نيتشه: «إن الفضل قيمته فيه لا فيما يقال عنه، أيًّا كان القائلون.» ولم أحفل بعدها بإنكار زميل أو رئيس.