«رأس الحكمة معرفة الذات، وأنا قد عرفت نفسي في هذه الليلة، ومنذ الليلة سأبتدئ بالعمل العظيم الذي انتدبتني إليه فكرة هذا العالم بوضعها في أعماق عناصر متعددة متباينة، رافقت عظماء البشر من نوح، إلى سقراط، إلى بوكاشيو، إلى أحمد فارس الشدياق، أنا لا أدري ما هو العمل العظيم الذي سأقوم به، ولكن رجلًا جمع في شخصه الهيولي وذاته المعنوية ما أنا جامع له من معجزات الأيام، ومبتكرات الليالي … لقد عرفت نفسي نعم، والآلهة قد عرفت نفسي فلتحيَّ نفسي، ولتعيش ذاتي، وليبقى الكون كونًا حتى تتم أعمالي». ومشى سليم أفندي في تلك الغرفة ذهابًا وإيابًا، وسيماء البِشْرِ على سحنته القبيحة، وهو يردد بصوت يأتلف بنبراته مواء
...more