لا يا أخي لم أطلب الوحدة للصلاة، والتقشف؛ بل طلبتها هاربًا من الناس، وشرائعهم، وتعاليمهم، وتقاليدهم، وأفكارهم وضجتهم، وعويلهم. طلبت الوحدة؛ لكي لا أرى أوجه الرجال الذين يبيعون نفوسهم ليشتروا بأثمانها ما كان دون نفوسهم قدرًا وشرفًا. طلبت الانفراد؛ لكي لا ألتقي بالنساء اللواتي يسرن ممدودات الأعناق، غامزات العيون على ثغورهن ألف ابتسامة، وفي أعماق قلوبهن غرض واحد.