«ليست هذه الأمة إلا كالأمم كافة، فالناس من جِبِلَةٍ واحدة، وهم لا يختلفون بعضهم عن بعض إلا في الظواهر، والمظاهر الخارجية التي لا يُعْتد بها، فتعاسة الأمم الشرقية هي تعاسة الأرض بكاملها، وليس ما تحسبه رقيًا في الغرب سوى شبح آخر من أشباح الغرور الفارغ، فالرياء يظل رياءً وإن قَلَّم أظافره، والغش يبقى غشًا، وإن لانت ملامسه، والكذب لا يصير صدقًا إذا لبس الحرير، وسكن القصور، والخداع لا يتحول إلى أمانة إذا ركب القطار، أو اعتلى المنطاد، والطمع لا ينقلب قناعة إذا قاس المسافات، أو وزن العناصر، والجرائم لا تصبح فضائل وإن سارت بين المعامل والمعاهد، أما العبودية، العبودية للحياة، العبودية للماضي، العبودية
...more