لم يكن يسوع طائرًا مكسور الجناحين، بل كان عاصفة هوجاء تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المُعْوَّجَةِ. لم يجئ يسوع من وراء الشفق الأزرق، ليجعل الألم رمزًا للحياة، بل جاء ليجعل الحياة رمزًا للحق والحرية. لم يَخَفْ يسوع مضطهديه، ولم يخش أعدائه، ولم يتوجع أمام قاتليه، بل كان حرًا على رؤوس الأشهاد جريئًا أمام الظلم والاستبداد، يرى البثور الكريهة فَيِبْضَعُهَا، ويسمع الشر متكلمًا فيخرسه، ويلتقي بالرياء فيصرعه. لم يهبط يسوع من دائرة النور الأعلى، ليهدم المنازل ويبني من حجارتها الأديرة والصوامع ويستهوي الرجال الأشداء ليقودهم قسوسًا ورهبانًا، بل جاء ليبث في فضاء هذا العالم روحًا جديدة قوية تُقَوِّضُ قوائم
...more