فلما أعياه ذلك جعل يتفكر ما الذي يلزم عن كل واحد من الاعتقادين فلعل اللازم عنهما فرأى انه إن اعتقد حدوث العالم خروجه إلى الوجود بعد العدم فاللازم عن ذلك ضرورة انه لا يمكن أن يخرج إلى الوجود بنفسه وانه لا بد له من فاعل يخرجه إلى الوجود وان ذلك الفاعل لا يمكن إن يدرك بشيء من الحواس لأنه لو أدرك بشيء من الحواس لكان جسماً من الأجسام ولو كان جسماً من الأجسام لكان من جملة العالم وكان حادثاً

