يعيش المرء بين سعادتين من حاضره ومستقبله، أمَّا الأولى فيكفلها العدل، وأما الثانية فيحرسها الرجاء والأمل؛ لذلك يحب الناس القاضيَ العادل، والكاهنَ الصالح؛ لأن الأول صورة العدل، والثاني مِثَالُ الرجاء. فإذا انقلب العدل ظلمًا والأمل يأسًا عافهما الإنسان ولوى وجهه عنهما، وقال للقاضي: «لا أحب قانونك.» وللكاهن: «لا أعتقد بِدْعَتَكَ.» وهناك يهبُّ الفيلسوف الغيور غاضبًا، فَيُحَاكِمُ القضاءَ أمام العدل، والكهنوتَ أمام الله، وكذلك فعل فولتير فكان من المحسنين.

