قال: «لا يا سيدي، إنَّ الإنسان سعيدٌ بفطرته، وإنما هو الذي يجلب بنفسه الشقاء إلى نفسه، يشتد طمعه في المال فيتعذَّر عليه مطمعه، فيطول بكاؤه وعناؤه. ويعتقد أنَّ بلوغ الآمال في هذه الحياة حقٌّ من حقوقه، فإذا أخطأ سهمه والْتَوى عليه غرضه أنَّ وشكا شَكاة المظلوم من الظالم، ويبالغ في حسن ظنه بالأيام، فإذا غدرت به في محبوبٍ لديه — من مالٍ أو ولدٍ — فاجأه من ذلك ما لم يكن يقدِّر وقوعه، فناله من الهم والألم ما لم يكن ليناله لو خَبَر الدهر وقتل الأيام علمًا وتجربةً، وعرف أنَّ جميع ما في يد الإنسان عاريةٌ مستردَّةٌ، ووديعةٌ موقوتةٌ، وأنَّ هذا الامتلاك الذي يزعمه الناس لأنفسهم خدعةٌ من خدع النفوس الضعيفة،
...more

