إنَّ الضجر والسآمة من الشيء المتكرر المتردد طبيعةٌ من طبائع النوع الإنساني، فهو لا يصبر على ثوبٍ واحدٍ أو طعامٍ أو عشيرٍ واحد، وقد علم الله سبحانه وتعالى ذلك منه، وعلم أنَّ نظام الأسرة لا يتم إلا إذا بُنِيَ على رجلٍ وامرأةٍ تدوم عشرتهما، ويطول ائتلافهما، فوضع قاعدة الزواج الثابت ليهدم بها قاعدة الحب المضطرب، وأمر الزوجين أن يعتبرا هذا الرباط رباطًا مقدسًا حتى يحول بينهما وبين رجوعهما إلى طبيعتهما، وذهابهما في أمر الزوجية مذهبهما في المطاعم والمشارب، من حيث الميلُ لكل جديدٍ، والشغف بكل غريبٍ.

