فإن كان لا بدَّ للإنسان من أن يحارب أخاه أو يقاتله، فليحاربه مدافعًا لا طاعنًا، وليقاتله مؤدِّبًا لا منتقمًا، وليقف أمامه في كل ذلك موقف المحق المنصف والشفيق الرحيم، فيدفنه قتيلًا ويعالجه جريحًا، ويكرمه أسيرًا، ويخلفه على أهله وولده بأفضل ما يخلف الرجل الكريم أخاه الشقيق، أو صديقه الحميم على ذُرِّيَّتِه من بعده، وليكن شأنه معه شأن تلك الفئة المتحاربة التي وصفها الشاعر في قوله:

