لا مؤثر في نفس الإنسان غير الشعر، وما خضع الإنسان لشيء في جميع أدوار حياته إلا للشعر، وللشعر الفضل الأول في نبوغ الإنسان وارتقائه وبلوغه هذا المبلغ من الكمال. ولقد أحب الإنسان الشعر ناطقًا وصامتًا؛ أما الناطق فقد عرفته، وأما الصامت فالتماثيل التي يراد بنصبها تمثيل حياة عظماء الرجال شعرٌ، وهذه النغمات الموسيقية التي تصور خواطر القلوب ووجداناتها، فتهيج عاطفة الحب في نفس العاشق وعاطفة الحماسة في نفس الجندي شعرٌ، وهدير الأمواج شعرٌ؛ لأنه يمثل عظمة الجبارين، وظلام الليل شعرٌ؛ لأنه يطلق دموع الباكين، وحفيف أوراق الأشجار شعر؛ لأنه يمثل المناجاة في مواقف العشاق، وبكاء الحمائم شعر؛ لأنه يمثل فجعة البين
...more

