شريكك في الجريمة هذا المجتمع الإنسانيُّ الفاسد الذي أغراك بها، ومهَّد لك السبيل إليها، فقد كان يُسمِّيك شجاعًا إذا قتلت، وذكيًّا فَطِنًا إذا سرقت، وعالمًا إذا احتلت، وعاقلًا إذا خَدعْتَ، وكان يهابك هيبته للفاتحين، ويُجلُّك إجلاله للفاضلين. وكثيرًا ما كنت تحب أن ترى وجهك في مرآته، فتراه وجهًا أبيضَ ناصعًا، فتتمنى لو دام لك هذا الجمال، ولو أنه كان يُؤْثِرُ نُصحَك ويَصدُقك الحديثَ عن نفسك لمثَّل لك جريمتك في نظرك بصورتها الشوهاء، وهنالك ربما وددت بجدْعِ الأنف لو طواك بطن الأرض عنها، وحالت المنية بينك وبينها.

